
المجلس الوطني: الاحتلال يسابق الزمن لتفريغ مدينة القدس من سكانها الأصليين
قال المجلس الوطني الفلسطيني إن ما تتعرض له مدينة القدس المحتلة من جرائم وانتهاكات متواصلة على يد سلطات الاحتلال الإسرائيلي والمستعمرين والجماعات اليهودية المتطرفة وما يحدث في حي قطن الهوا في بلدة سلوان وحي البستان يعكس تصعيدا خطيرا ضمن سياسة استعمارية تهويدية ، الهدف منها هو تمهيد الطريق لإقامة ما تسمى بـحديقة تلمودية على أنقاض منازل الفلسطينيين في محاولة لمحاصرة الوجود الفلسطيني ومحو معالمه التاريخيةوعزل الأحياء
العربية وتغيير الطابع الديمغرافي للمدينة .
إن إصدار مئات أوامر الهدم إلى جانب نحو 116 أمرا في حي البستان وحده يهدد حياة ما يزيد عن 60 ألف مواطن مقدسي ، ويؤكد أن الاحتلال يسابق الزمن لتفريغ المدينة من سكانها الأصليين وتثبيت واقع تهويدي بالقوة.
إن هذه الممارسات تشكل انتهاكا صارخا لكل قواعد القانون الدولي وتتناقض مع التزامات دولة الاحتلال بموجب اتفاقيات جنيف والقانون الإنساني الدولي كما تتحدى بشكل سافر قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، التي أكدت جميعها أن القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 وهي عاصمة دولة فلسطين ، وخاصة قرار مجلس الامن 478 لسنة 1980 الذي ادان اعتبار القدس العاصمة الابدية والموحدة لإسرائيل ودعا جميع الدول لسحب بعثاتها الدبلوماسية من القدس وهو ما التزمت به معظم الدول .
إن المجلس الوطني يدعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات وقرارات عقابية تجاه حكومة اليمين المتطرفة والتحرك العاجل لوقف الجرائم الإسرائيلية التي تهدد الاستقرار في المنطقة برمتها. فالعبث بالمكانة القانونية والتاريخية والدينية للقدس لن يجلب الأمن لأحد بل سيزيد من حالة الغليان والاضطراب.
كما نحذر من استمرار هذه السياسات الإسرائيلية ونؤكد أن صمت العالم عن تهويد القدس هو تفريط بمبادئ العدالة وتشجيع ضمني للاحتلال على التمادي في ارتكاب الجرائم بحق شعبنا.
كما ناشد المجلس الدول العربية والإسلامية وكل الدول الملنزمة بالشرعية الدولية، بتحمل مسؤولياتها السياسية والأخلاقية والعمل على وقف مسلسل التهجير القسري والهدم المنهجي الذي يستهدف الوجود الفلسطيني في القدس ودعم صمود أهلها بكل الوسائل الممكنة دفاعا عن هوية المدينة ومستقبلها كعاصمة حرة لدولة فلسطين.