المجلس المركزي الفلسطيني
دورة عادية
الدورة الثانية
اجتمع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية يومي 29 و30 نيسان 1986 في بغداد برئاسة سماحة الشيخ عبدالحميد السائح رئيس المجلس الوطني الفلسطيني وحضور الأخ ياسر عرفات رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية.
وفي مستهل أعماله استمع المجلس على مدى أربع ساعات إلى تقرير الأخ رئيس اللجنة التنفيذية الذي استعرض فيه الأوضاع على الساحة الفلسطينية والأوضاع العربية والدولية وانعكاساتها على القضية الفلسطينية.
وبعد المناقشات والمداخلات التي تمت أعلن المجلس تأييده المطلق لبيان اللجنة التنفيذية الصادر يوم 1986/3/27 والمتضمن موقف المنظمة من مجمل القضايا الراهنة التي طرحها البيان.
كما أكد المجلس موقف المنظمة من قرار مجلس الأمن 242 الذي أعلنته المجالس الوطنية الفلسطينية وأكد على التمسك بالحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف وفي مقدمتها حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة فوق ترابه الوطني وعاصمتها القدس.
وناقش المجلس مطولاً المخططات الأميركية والصهيونية الهادفة لضرب وحدة الشعب الفلسطيني ومحاولات الاعتداء على الشرعية الفلسطينية الممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية بهدف فرض تسويات استسلامية وصفقات منفردة، وكلف اللجنة التنفيذية بمتابعة هذا الموضوع الخطير واتخاذ الإجراءات اللازمة والمناسبة لمواجهتها وهو يدعو جماهير شعبنا الفلسطيني في الوطن المحتل وخارجه، وجماهير الأمة العربية للوقوف بقوة وحزم أمام هذه المخططات العدوانية الجديدة.
ويشيد المجلس بالمقاومة البطولية الرائعة التي يقوم بها شعبنا الفلسطيني البطل ضد الاحتلال الصهيوني البغيض والتي أثبتت قوتها وفعاليتها بعد التصعيد الرائع للكفاح المسلح ويؤكد المجلس على أهمية المتابعة لتصعيد هذا النضال بجميع السبل والوسائل.
إن المجلس المركزي الذي يعتبر بصمود جماهير شعبنا الفلسطيني وكفاحها البطولي والتفافها حول منظمة التحرير الفلسطينية وقيادتها الشرعية ليدعو كافة الفصائل إلى الاستجابة الفورية لمبادرة الرئيس الشاذلي بن جديد من أجل تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية لمجابهة المخططات العدوانية الجديدة ويكلف اللجنة التنفيذية ورئاسة المجلس بمتابعة هذا الموضوع مع الأخوة في الجزائر لإنجاح هذه المبادرة الهامة، كما وأن المجلس المركزي يدين بشدة الإرهاب الأميركي الإسرائيلي المنظم على الأمة العربية بعامة وعلى الشعب الفلسطيني بخاصة والمتمثل في استمرار الممارسات الإسرائيلية التعسفية ضد شعبنا الفلسطيني والعربي تحت الاحتلال الصهيوني وأعمال الاستيطان ومصادرة الأراضي والاعتداء على الحريات ومحاولات تغيير المعالم الجغرافية والديمغرافية والاعتداء على المقدسات وطمس الهوية الوطنية الفلسطينية، وقصف المخيمات الفلسطينية ومقار منظمة التحرير الفلسطينية بتونس والغارات العدوانية الوحشية الأميركية على المدن الليبية والشعب الليبي الشقيق والتهديدات الأميركية - الإسرائيلية بشن هجمات عدوانية جديدة على دول عربية أخرى والقرصنة الجوية الأميركية والإسرائيلية ضد الطائرات المصرية والليبية.
كما وأن المجلس المركزي يحيي جماهير الشعب اللبناني الشقيق وقواه الوطنية والإسلامية التي تتصدى بشجاعة في مواجهة مؤامرة التقسيم ومواجهة ومقاومة العدوان الإسرائيلي على الأرض اللبنانية والتي تقف إلى جانب أهلنا في المخيمات الفلسطينية ضد الاعتداء الإسرائيلي وعملاءه، كما يحيي المجلس المقاومة الرائعة التي تقوم بها الجماهير اللبنانية والفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي للجنوب اللبناني.
ويؤكد المجلس على موقفه الثابت على عروبة لبنان ووحدة أراضيه وشعبه ومؤسساته واستقراره وأمنه وسيادته.
وقد استعرض المجلس المركزي الحرب العراقية - الإيرانية وآثارها السلبية على الأمتين العربية والإسلامية وعلى القضية الفلسطينية بشكل خاص، وأكد على ضرورة بذل كافة الجهود والمساعي لإنهاء هذه الحرب بالطرق السلمية وهو في هذه المناسبة يحيي موقف العراق الشقيق الداعي لإيقاف هذه الحرب المدمرة ويحيي ضباط ومقاتلي الجيش العراقي الباسل الذين يتصدون بكل رجولة وشجاعة للدفاع عن البوابة الشرقية للأمة العربية.
إن المجلس المركزي يرى في مجمل الاعتداءات الموجهة ضد الأمة العربية أنها حلقات مترابطة ضمن مخطط واحد يرمي لتركيع الأمة العربية وفرض الاستسلام عليها، ويرى في التصعيد الأمريكي - الإسرائيلي الأخير خطراً بالغاً يجب توحيد الجهد العربي لمجابهته.
لهذا فإن المجلس المركزي يدعو بجدية إلى نبذ الخلافات العربية وعقد قمة عربية لمواجهة هذه التحديات لتوحيد الصفوف واتخاذ الإجراءات اللازمة لمجابهة هذا الخطر الداهم الجديد.
ولقد استعرض المجلس المركزي علاقات منظمة التحرير الفلسطينية على الساحة الدولية إثر الزيارات التي قامت بها وفود فلسطينية رسمية إلى الدول الصديقة وشاركت فيها بمؤتمرات ولقاءات دولية.. وتوقف المجلس مطولاً لدى استعراض اللقاء الهام الذي عقد في برلين بين الأخ رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والأمين العام للحزب الشيوعي السوفيتي الرفيق ميخائيل غورباتشوف والرئيس الألماني أريك هوتيكر والمواضيع الهامة التي طرحت في هذه اللقاءات وقد ثمن المجلس المركزي المواقف السوفيتية المبدئية المؤيدة والداعمة للشعب الفلسطيني وممثله الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية في كفاحه العادل و المشروع من أجل حقوقه الشرعية وإقامة دولته المستقلة طبقاً للشرعية الدولية وقراراتها.
كما قدر المجلس المركزي مواقف الصين الشعبية الصديقة وموقف الدول الاشتراكية الأخرى، كما يحيي المجلس المركزي مواقف الدول الإسلامية والأفريقية ودول عدم الانحياز في دعمها للقضية الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني العادل وأن هذا الدعم وهذه المساندة تشكل الدعائم القوية لنضال شعبنا.
إن المجلس المركزي يؤكد على أن السبيل الوحيد من أجل التوصل إلى تسوية سليمة عادلة ودائمة في الشرق الأوسط يكون على أساس الاعتراف بالحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني ومن خلال مؤتمر دولي فعال تحت رعاية الأمم المتحدة وتشارك فيه جميع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وكافة أطراف النزاع بما فيها منظمة التحرير الفلسطينية على قدم المساواة.
ويدين المجلس المركزي الدورالأميركي والإسرائيلي المعطل لتنفيذ القرارات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية وشل الإرادة الدولية الرامية إلى إحلال السلام العادل والدائم في منطقة الشرق الأوسط.
إن المجلس المركزي وهو يختتم هذه الدورة من اجتماعاته في بغداد يتوجه بالشكر والتحية والتقدير للرئيس المناضل صدام حسين للدعم الكبير الذي يقدمه العراق لمنظمة التحرير الفلسطينية في الوقت الذي يخوض فيه العراق معركته القومية الكبرى باسم الأمة العربية. إن المجلس المركزي يتوجه بالتحية والتقدير إلى جماهير شعبنا الفلسطيني البطل تحت الاحتلال وفي الشتات ويدعوها إلى تكثيف نضالها وكفاحها لمواجهة المؤامرات الأمبريالية والصهيونية ودحرها.
عاشت وحدة شعبنا داخل الأرض المحتلة وخارجها
عاش نضال جماهير شعبنا المناضلة
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
وإنها لثورة حتى النصر
بغداد
1986/5/1