المجلس المركزي الفلسطيني
دورة الوحدة الوطنية وصمود المخيمات
الدورة الثالثة
عقد المجلس المركزي الفلسطيني دورته الثانية تحت اسم "دورة الوحدة الوطنية وصمود المخيمات" في تونس بتاريخ 5/10/1987
وقد افتتح الدورة سماحة الشيخ عبد الحميد السائح وقد حضر هذه الدورة (89) عضوا من أصل (93) عضواً وبذلك فقد كان الحضور يزيد عن نسبة (51%) من مجموع الأعضاء وهو النصاب القانوني، وفي نهاية أعمال الدورة أصدر المجلس المركزي بيانه الختامي الآتي:
بعون الله وتوفيقه وفي رحاب تونس الشقيقه المضيافه
في الفترة الواقعة بين 5-7 تشرين الأول / اكتوبر 1987 عقد المجلس المركزي برئاسة الشيخ عبد الحميد السائح رئيس المجلس الوطني الفلسطيني وحضور الأخ ياسر عرفات رئيس اللجنة التنفذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية، دورة اجتماعاته الأولى بعد الدورة الثامنة عشرة للمجلس الوطني الفلسطيني، دورة الوحدة الوطنية، وصمود المخيمات وصمود أهلنا في الأرض المحتلة. وقد جسدت اجتماعات المجلس المركزي الوحدة الوطنية التي ترسخت وتعززت بالتلاحم وبالالتفاف الوطني الشامل حول منظمة التحرير الفلسطينية .
سجل المجلس المركزي، في بداية دورة اجتماعاته الأولى بكل اعتزاز تقديره العميق باسم جماهير شعبنا، للقوى والقيادات والجماهير الفلسطينية الصامدة في المخيمات وفي الارض المحتلة التي كافحت وناضلت وصمدت وقادت بنجاح الحوار الوطني وصولا إلى الدورة 18 للمجلس الوطني دورة الوحدة الوطنية ، التي شكلت منعطفا حاسما في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصره .
لقد جاءت أولى دورات اجتماعات المجلس المركزي في تشكيله الجديد مناسبة وطنية وحدوية لتلاقي وتفاعل القوى والفصائل والشخصيات الوطنية الفلسطينية المناضلة في جو ديمقراطي، يعكس النضج السياسي العميق وروح المسؤولية العالية والالتزام الوطني ما مكن المجلس المركزي من القيام بدراسة معمقة ومسؤولة لأوضاع منظمة التحرير الفلسطينية على المستويات السياسية والعسكرية والتنظيمية وإجراء مسح شامل لأوضاع الشعب الفلسطيني المرابط داخل الارض المحتلة، وفي ذلك المخيمات الفلسطينية الصامدة في لبنان، وفي البلدان العربية المضيفة وكذلك استمع المجلس المركزي إلى التقرير السياسي الشامل الذي قدمه الأخ ياسر عرفات رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، القائد العام لقوات الثورة الفلسطينة، والذي تناول فيه بالتحليل والشرح الاوضاع الفلسطينية منذ الدورة الثامنة عشرة للمجلس الوطني الفلسطيني والتي جسدت اصرار شعبنا على مواصلة نضاله ومواجهة التحديات وتمسكه بوحدة منظمة التحرير الفلسطينية على طريق تقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة .
وفي ضوء هذا التقرير ومداخلات اعضاء المجلس ومناقشاتهم يعلن المجلس المركزي ما يأتي:
أولا : الوطن المحتل :
استعرض المجلس المركزي الممارسات الصهيونية العنصرية التي تستهدف شعبنا من قمع وارهاب وابعاد واعتقال ومصادرة الاراضي ونسف البيوت وسرقة المياه واقامة المستوطنات وتهويد المقدسات، ووقف المجلس أمام دعوات الصهاينة والمستوطنين الى طرد شعبنا من ارضه ومن وطنه .
كما درس المجلس المركزي المخططات الصهيونية التي يواصل العدو فرضها على جماهيرنا في إطار مؤامرة التقاسم الوظيفي بهدف خلق البدائل المصطنعة ودعا المجلس المركزي الهيئات الدولية الى تحمل مسؤولياتها في إنهاء الاحتلال وممارساته المخالفة للقانون الدولي ولأبسط حقوق الانسان التي نصت عليها شرعة الامم المتحدة .
وأكد المجلس المركزي ضرورة وضع برنامج شامل لمواجهة هذه السياسة الصهيونية، وطرح هذا الموضوع الخطير على اجندة القمة العربية القادمة والمؤسسات والمنظمات الدولية، وعبر المجلس المركزي عن اكباره وتقديره للصمود الوطني المتواصل في وجه مخططات العدو الاسرائيلي وحيا الانتفاضة الوطنية المستمرة لجماهير شعبنا وحيا صمود أبطالنا في سجون الاحتلال .
ودعا المجلس المركزي إلى وضع الخطط العملية الكفيلة بدعم صمود شعبنا، وتعزيز وحدة مؤسساته ومنظماته الجماهيرية وتعميق التفاعل الحي في الداخل .
ثانيا: المخيمات الفلسطينية في لبنان :
توقف المجلس المركزي طويلا عند الواقع المؤلم غير الانساني الذي تعيشه المخيمات الفلسطينية الصامدة في مواجهة العدوان والحصار المفروض عليها منذ ثلاث سنوات، وطالب المجلس الهيئات الانسانية العربية والدولية بتكثيف جهودها لوقف العدوان ورفع الحصار على الفور لتمكين أبناء شعبنا المحاصرين من ترميم منازلهم ومستشفياتهم ومدارسهم المعطلة والعيش في ظل حياة حرة كريمة .
وتوقف المجلس عند الاتفاق الموقع في صيدا يوم 11/9/1987، لعودة العلاقات الطبيعية بين المخيمات ومحيطها، وقد أكد المجلس ضرورة تنفيذ هذا الاتفاق في اولوياته المقررة، الذي تعتبره نقطة انطلاق جديدة في العلاقات اللبنانية – الفلسطينية، ولطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة تقوم على الاخوة والمحبة وتوجيه كل الطاقات وكل البنادق من أجل دحر الاحتلال الصهيوني في جنوب لبنان .
وفي هذا الاطار قدر المجلس عاليا قرار اللجنة التنفيذية تشكيل قيادة العمل الوطني الفلسطيني في لبنان والتي تضم جميع القوى والفصائل الفلسطينية، وكذلك تشكيل قيادة العمل العسكري واعتبر المجلس تشكيل هاتين القيادتين تعبيرا حيا عن صلابة وقوة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي جسدتها الدورة 18 للمجلس الوطني .
ثالثا : الوضع السياسي العام :
أ – القمة العربية الطارئة في عمان :
رحب المجلس المركزي بالقرار الذي اصدره وزراء الخارجية العرب بالدعوة الى عقد القمة العربية في عمان في تشرين الثاني القادم واعتبر هذا القرار تعبيرا عن ضرورة قومية ملحة، بعد أن عانت امتنا ما عانته من استمرار التمزق والصراعات الثانوية في وقت تشتد فيه الهجمة الامبريالية والصهيونية لضرب مواقع الصمود في امتنا واحدا تلو الاخر .
وأكد المجلس المركزي أن عودة التضامن العربي هي من اولويات العمل القومي وأن التدهور الحاصل في الوضع العربي الراهن يستدعي إعادة تأكيد وترسيخ المواقف القومية التي عبرت عنها القمم العربية المتلاحقة تجاه القضية الفلسطينية تعبيرا عن الالتزام القومي الثابت تجاه الشعب الفلسطيني ومنظمته وحقوقه الوطنية الفلسطينية غير القابلة التصرف وعلى رأسها حق العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقله ودعا المجلس اللجنة التنفيذية لتكثيف جهوده لتحقيق ذلك.
ب- الحرب العراقية – الإيرانية :
تابع المجلس المركزي بقلق التدهور الخطير الحاصل في منطقة الخليج من جراء استمرار الحرب العراقية الايرانية واستمرار حشد الاساطيل الامريكية ولذا يدعو ايران الى القبول بوقف الحرب فورا، وتنفيذ قرار مجلس الامن رقم 598، واعلان استعدادها لحل الخلاف بين البلدين بالطرق السلمية كي يسود الوئام والسلام، خاصة بعد أن اعلن العراق قبوله لجميع مبادرات السلام بما فيها القرار الدولي لأن استمرار هذه الحرب لا يخدم غير مصالح القوى الاستعمارية والامبريالية والصهيونية ويلحق افدح الاضرار بالقضية الفلسطينية .
ج- المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط :
درس المجلس المركزي بإمعان وتعمق المشاريع والمقترحات والقرارات الدولية من أجل عقد مؤتمر دولي للسلام، ودعا اللجنة التنفيذية إلى تكثيف جهودها واتصالاتها من أجل عقد هذا المؤتمر ذي الصلاحيات الكاملة الذي أيدت عقده الجمعية العامة للامم المتحدة وقمة عدم الانحياز والقمة الاسلامية والقمة الافريقية والقمة العربية والبلدان الاشتراكية ودول السوق الاوربية وسائر الدول الصديقة .
وأكد المجلس ضرورة العمل العربي الموحد لدعم صيغة عقد المؤتمر الدولي الفعال برعاية الامم المتحدة والذي تشارك فيه الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وجميع أطراف الصراع بما فيها منظمة التحرير الفلسطينية على قدم المساواة مع الاطراف الأخرى وذلك من أجل تحقيق الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني بما فيها حق العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة فوق تراب الوطن الفلسطيني وعاصمتها القدس، ورفض المجلس المحاولات الاسرائيلية والامريكية لتفريغ المؤتمر الدولي من محتواه وتحويله الى مظلة للصفقات المنفردة .
رابعا : علاقات المنظمة العربية والدولية :
اطلع المجلس المركزي على الجهود الصادقة التي بذلتها اللجنة التنفيذية للمنظمة لتنفيذ المجلس الوطني الخاصة بتعزيز علاقات المنظمة بالدول العربية الشقيقه، وقد قدر المجلس هذه الجهود الخيرة لتحقيق التضامن العربي المعادي للامبرياليه والصهيونية .
وقد أدان المجلس المركزي المواقف العدائية المتواصلة التي تقفها الادارة الاميركية ضد منظمة التحرير الفلسطينية والتي كان آخرها إغلاق مكتب الاعلام بواشنطن، واعتبر المجلس أن هذه السياسة الامريكية العدائية إنما تصب في سلسلة المحاولات الفاشلة لحجب الحقيقة عن أنظار الرأي العام الامريكي .
وقد حيا المجلس المواقف المبدئية التي تقفها البلدان الاشتراكية الصديقة ودول عدم الانحياز والدول الاسلامية والافريقية والصديقة وجميع حركات التحرر في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينيه، وقد وجه المجلس المركزي التهنئة والتحية لشعوب الاتحاد السوفياتي الصديق بمناسبة الاحتفالات بالذكرى السبعين لثورة أوكتوبر المجيدة .
وفي ختام دورة اجتماعاته وجه المجلس المركزي التحية الأخوية الصادقة للشقيقه تونس رئيسا وحكومة وشعبا على الضيافة الكريمة التي لقيها مجلسنا المركزي وهو يعقد دورة اجتماعاته في العاصمة التونسية .
المجلس المركزي