ونحن نحيي ونحتفل بيوم الثقافة الفلسطينية،
الذي يواكب ذكرى ميلاد الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش رحمه الله
يعبر المجلس الوطني الفلسطيني عن اعتزازه العميق بدور منظمة التحرير الفلسطبنية واهتمامها بالثقافة والموروث الثقافي الفلسطيني والتي هي حجر الاساس في تعزيز الوعي الوطني وبناء الرواية الفلسطينية الأصيلة التي تتحدث عن تاريخنا النضالي وتوثق آلامنا وآمالنا نحو التحرر والاستقلال. إن الثقافة الفلسطينية كانت على راس اولويات منظمة التحرير الفلسطينية
الثقافة الفلسطينية ليست مجرد تراث فني أو أدبي بل هي جسر ممتد من الذاكرة الوطنية يربط الأجيال ويشكل الهوية الجماعية لشعبنا في وجه الاحتلال.
لقد واجهت الثقافة الفلسطينية والمثقفين والمفكرين تحديات كبيرة ومحاولات ممنهجة لإلغاء وجودها حيث لم يسلم المثقفون الأدباء المفكرين ومكن ساهموا في تاسيس المنظمة من استهداف الاحتلال وعلى سبيل الذكر وليس الحصر الاديب والمفكر ماجد ابو شرار و غسان كنفاني وغيرهم العشرات من قادة الادب والفكر الدين تم اغتيالهم حيث كان هدف الاغنيال إخماد أصواتهم النضالية لقد فقدنا العديد منهم الذين قدموا أرواحهم في ساحات العلم والفكر بدءا من الأسماء اللامعة في الأدب والشعر مرورا بالمبدعين في مجالات الرواية والمسرح وصولا إلى الباحثين والمفكرين الذين حاولوا كشف وفضح ممارسات الاحتلال.
وما يميز الثقافة الفلسطينية في هذا الصدد هو الدور الكبير الذي لعبته المرأة الفلسطينية في الحفاظ على الموروث الثقافي ونقله للأجيال القادمة. فقد كانت المرأة الفلسطينية حجر الزاوية في الحفاظ على الأدب و الشعر وكذلك الحرف اليدوية مثل التطريز الذي أصبح رمزا للأرض والمقاومة لقد كانت ولا تزال المرأة الفلسطينية قوة ثقافية وفكرية سواء في الحقل الأدبي أو في نقل موروثنا الشعبي والفني ليجذر هوية الوجود والاجداد
وفي قطاع غزة،
لم ترحم حرب الإبادة التي تشنها كيان الاحتلال العنصري لا صغيرا ولا كبيرا لا أمراة ولا رجلا لا مؤسسة ولا شارعا وما كان لافتا هو الاستهداف غير المسبوق للصحافيين والكتاب والأدباء والفنانين وأساتذة الجامعات الذين جرى استهداف الغالبية العظمى منهم مع عائلاتهم.
ويتضح أن هذا الاستهداف كان متعمدا ومقصودا للخطورة التي يمثلها هؤلاء على المشروع العنصري الاستعماري لحكومات الاحتلال على جبهة الرواية والسردية ونقل الحقائق للعالم،
وفي هذه المناسبة نوجه التحية لكل المفكرين والأدباء الفلسطينيين الذين يواصلون في خوض معركة الوعي حاملين مشعل الراوية الفلسطينية وحقوقنا التاريخية في وطننا إن استدامة الثقافة الفلسطينية تمثل السبيل نحو تحقيق العدالة والحرية والحق التاريخي والجغرافي فهي الرمز الذي يظل حيا في قلوبنا ووجداننا والرحمة لمن كانوا نبراسا وضوءا في نفق مظلم وسط جحود وظلم عالم تنكر لموروثنا الثقافي وجذورنا في ارضنا الذي افشل كل مخططات وادعاءات وكذب ما يدعي الاحتلال من حق ثقافي وتاريخي في وطننا وارضنا التاريخية
وختاما نؤكد أن الثقافة الفلسطينية ستظل شاهدا و سلاحا فاعلا في معركتنا من أجل الحرية وستظل ثقافتنا جذورنا وتاريخنا و الهوية التي لا يمكن للاحتلال محوها.