شدد المجلس الوطني الفلسطيني في الذكرى الثالثة والخمسين لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة في الأول من كانون ثاني عام1965، من خلال الإعلان عن انطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني –فتح-، على أن الشعب الفلسطيني مصمم على مواصلة النضال العادل من اجل استرداد الحقوق الوطنية المشروعة، وفي المقدمة منها استعادة القدس الشريف كعاصمة لا بديل عنها للدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران من عام 1967.
واستحضر المجلس الوطني الفلسطيني، بكل فخر واعتزاز، ابرز المحطات التي مرت بها الثورة في قيادتها لمسيرة كفاح شعبنا في مواجهة المحتل الإسرائيلي الغاشم من اجل عزة وكرامة شعبنا العظيم، من خلال تمكينه من ممارسة حقوقه ممثلة بالعودة والدولة وتقرير المصير على كامل التراب الوطني الفلسطيني .
وجدد المجلس في بيان أصدره اليوم، بهذه المناسبة، على أن شعبنا لن يقبل بأقل من حقوقه كاملة غير منقوصة، مؤكداً على تمسك شعبنا بحقه في مقاومة المحتل وسياساته العدوانية، معربا عن ثقته بقدرته على الصمود والتصدي لكل المخططات المشبوهة التي تستهدف حقوق شعبنا غير القابلة للتصرف ولن يخضع للضغوط والتهديدات ولن يثنيه الاحتلال أو يكسر إرادته وسيبقى وفياً لدماء الشهداء ولتضحيات الأسرى والجرحى حتى تحقيق حلمه بالحرية والاستقلال أسوةً بباقي شعوب المعمورة.
وأعاد المجلس التأكيد على أهمية رص الصفوف وتعزيز الوحدة الوطنية، في هذه اللحظة الدقيقة والتاريخية، من اجل تقوية جبهتنا الداخلية لمواجهة التحديات الماثلة والمخاطر المحدقة بقضيتنا وبمشروعنا الوطني، داعيا، في هذا السياق، إلى الالتفاف حول القيادة الفلسطينية، ممثلة بالسيد الرئيس أبو مازن في مسعاه السياسي والدبلوماسي والقانوني لعزل الاحتلال ومحاصرة حكومة الاستيطان،عبر مواصلة حشد الدعم الدولي لقضيتنا وحقوق شعبنا.
وشدد المجلس الوطني الفلسطيني على ضرورة أن يأخذ المجتمع الدولي دوره ويتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية حيال الشعب الفلسطيني، من خلال اتخاذ القرارات والخطوات اللازمة لإجبار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على التراجع عن قراره الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، فالعالم مطالب اليوم، أكثر من أي وقت مضى ، بالوقوف، بكل عزم وجرأة، في وجه من ينتهك الشرعية الدولية وقراراتها ذات الصلة حفظا للأمن والاستقرار في المنطقة.
وأكد المجلس الوطني الفلسطيني اعتزازه وتقديره لتضحيات ونضالات الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال وضرورة تقديم كل أشكال الدعم وحشد الرأي العام المحلي والدولي وصولا إلى تحريرهم من سجون الاحتلال، فلن يكون هناك سلام مع إسرائيل دون إطلاق سراحهم جميعا، لذلك لا بد من تحويل قضيتهم إلى المحكمة الجنائية الدولية، ومحاسبتها على ما ترتكبه من جرائم ضدهم .
وختم المجلس بيانه بتوجيه التحية إلى أبناء شعبنا في كافة أماكن تواجده في الوطن والشتات، الذين يواصلون هبتهم الشعبية ردا على الاعتداء الأمريكي على حق شعبنا في القدس الشريف، معربا كذلك عن التحية للأشقاء والأصدقاء والأحرار في العالم على وقوفهم إلى جانب شعبنا رفضا لقرار ترامب وتأكيداً على عروبة القدس.